تــــــراث الملحــــــون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تــــــراث الملحــــــون

منتـــــــدى يهتــم بفـــــن الملحــــــــون
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 في فـن الملحون : المديح الـنـبـوي في شعر الشـيـخ عـبـد القادر العلمي- الدكتور مولاي علي الخاميري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 739
تاريخ التسجيل : 27/01/2008
العمر : 124

في فـن الملحون : المديح الـنـبـوي في شعر الشـيـخ عـبـد القادر العلمي- الدكتور مولاي علي الخاميري Empty
مُساهمةموضوع: في فـن الملحون : المديح الـنـبـوي في شعر الشـيـخ عـبـد القادر العلمي- الدكتور مولاي علي الخاميري   في فـن الملحون : المديح الـنـبـوي في شعر الشـيـخ عـبـد القادر العلمي- الدكتور مولاي علي الخاميري Icon_minitimeالأحد 16 ديسمبر 2018 - 18:51

في فـن الملحون : المديح الـنـبـوي في شعر الشـيـخ عـبـد القادر العلمي

- الدكتور مولاي علي الخاميري
أستاذ الأدب الشعبي بجامعة أبي شعيب الدكالي بمدينة الجديدة

بمناسبة المولد النبوي الشريف للعام الماضي 1439 هــ ( 2017 م ) قدمت قراءة لقصائد الشيخ الجيلالي امثيرد في المديح النبوي ، وهي المعروفة عند أهل الملحون بمصطلح ( التصليات ) .
وفي العام الجديد 1440 هــ ( 2018 م ) وتخليدا لذكرى المولد النبوي الشريف سأحاول بعون الله وتوفيقه تقديم قراءة أخرى لشاعر مكناسة الزيتونة الشيخ عبد القادر العلمي ، المشهور بسيدي قدور العلمي الذي عاش ما بين النصف الأخير من القرن الثاني عشر ، والنصف الأول من القرن الثالث عشر الهجري ( 1154 – 1266هـــ ) .
وهو شاعر معمر ، اشتهر بالزهد ، وامتدت به الحياة حتى بلغ سنه مائة واثني عشر عاما ، وشاع عنه أنه كان حصورا ، وأن السلطان المولى عبد الرحمان كان من تلامذته .
في ديوانه المطبوع من طرف أكاديمية المملكة المغربية سنجد له أربع قصائد في المديح النبوي هي:
قصيدة ( الشافي ) وحربتها : ( الصلاة والسلام على النبي المبرور - أعداد ما خلق الله أميات ألف مرة ) وقصيدة : ( غيثنا يا خير هادي ) وحربتها : ( غيثنا يا خير هادي - أنا في ظل حماك يا اهمام الوجود )
أما القصيدة الثالثة فتسمى : ( الاستغاثة ) وحربتها : ( يا رسول الله غيث يا إمام الارسال - خود بيدي واعتق حالي من الوحايل ) وقصيدته الرابعة جاءت بعنوان : ( الشمايل ) وحربتها : ( الصلاة والسلام على النبي العدنان – سيدنا محمد والرضا على انصاره ) .
وينبغي أن نفرق في شعر العلمي بين قصائد المديح النبوي ، وبين نوع آخر من المديح والـــتـــــوسـلات والأدعية ، والصنفان المذكوران يلتقيان في النفحة الدينية المؤطرة ، ولكن يختلفان في المضامين المركبة بين شخصية الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وبين التداعيات الذاتية ، والأحوال المتعلقة ببعض الأقطاب والأولياء ، وما يهمنا هنا هو النوع الأول الخاص بمدح النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .
شعر سيدي قدور العلمي في المديح النبوي لم يتعد في نظري حدود بعدين كبيرين وأصيلين هما الممدوح والمادح ، ظل الشاعر يمتح منهما معانيه وهو يقدم نفسه للقارئ على أنه لهفان وحيران وعطشان ، ارتواؤه المأمول كان يمر بكل هذه التجاذبات الداخلية في تجلياتها المختلفة والمتفرقة ما بين العنصرين المذكورين ، ولكن من خلالتفاعل صور الكون والدين والتاريخ والنفس ، كما سيتضح ذلك في التقسيم التالي :
1 - الأبعاد الذاتية الخاصة بالممدوح :
الممدوح هنا هو الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، تكاثرت نظرة الشاعر له ، ومخاطبته إياه تبعا لدواعي النفس وما تمر به من متعلقات المكان ، وظلال الزمان ، وشعر العلمي يكاد ينفرد بصفة أساسية بين شعراء الملحون ألا وهي ظاهـــرة التتبع النفسي المتجدد ما بين كل قصيدة وأخرى ، بل ما بين كل مقطع وآخر ، ولربما ما بين البيت والآخر بعد أن يؤسس لتلك المعاني المشتتة والمتكاثرة بما أسميه ببؤرة الارتكاز والانطلاق في اتجاه تشييد المعاني المرادة بما يتلاءم والترددات النفسية لمعنى الرسول عليه الصلاة والسلام كما يتجلى في الكون كله ، ولاسيما في قصيدتيه ( الشافي ) و ( الشمايل ) يقول في بؤرة الارتكاز والجمع والانطلاق في القصيدة الثانية : ( الشمايل ) :

من انوار المولى مخلوق واضعو الحق............سابق المخلوقات وجميع الخلايـــق
كان من قبل إيكون الكون من امحقـــق............في غياب المولى مخلوق نور سابق
لأنه راد يبعثو سبحانه خالــق الاخلاق.............سيبه فوق اجــبـيـن أدام نور شارق
سيبه فوق اجبين أدام واضح إيــبــان..............كهـلال الكــواكــب كــاع بـه داروا
لأنه بعثو في حواء كيف بـتـبــيــــان...............عاد من فوق أوجهها ظاهره أسراره " 1 "
ويقول في القصيدة الأولى : ( الشافي ) ودائما من جهة فعل الارتكاز والتأسيس للمعاني النفسية
المقصودة :
يا من اجانا ابشير بالهدى وانــديــــر..............من يقدر يحكي أوصافو ليك اكثيرة
جاوزت على ادنوب كعب بن زهير..............لـما مـجــد اجمال داتـك العطــيــرة
لــكـن الـقـبول منـك يا ضي المنـيــر.............خليت اهديتي على الوصف اقصيرة
وانــت يا سيــد العرب معـدن الـخـيـر.............انت المخصوص بالشفاعة والغيــرة
كنز الدنيا وعز دار الاخيرة " 2 "
تعمدت خرق ترتيب القصيدتين في الديوان ، وقدمت القصيدة الثانية عن الأولى كما سبق لسبب واضح وهو احترام تراتبية المخلوقات ، وتراتبية الأجيال وفترات الزمان تبعا لتعدد حلقات التاريخ المشار إليها ، فأصل الرسول عليه الصلاة والسلام يرجع إلى أنوار الله سبحانه وتعالى ، وهــو الـمـخــلـــوق الأول في الزمان ، وما المخلوقات المتتالية إلا نتيجة وضرورة للمخلوق الأول ، ثم انتقل الشاعر إلى الحديث عــن معنى الخلق بمفهومه التاريخي وقد انطلق مع آدم وحواء وما واكبه من مظاهر الكون المختلفة ، ليخـتـــم بحقيقة بعثة المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وفيها هي الأخرى حقائق متــعــددة ، ذكــر منها الشاعـــر البشرى والهدى ، والعفو والسيادة ، والخير والشفاعة ، ليجمل القول لما أحس باستحالة الــتــتـبع بعبارته الجميلة : ( كنز الدنيا وعز دار الأخيرة ) وهو موقف إبداعي متــناغـــم مع الإلحاح على القبول وإن كان وصف الهدية – ومهما طال – قصيرا ، كما قال :
لكن القبول منك يا ضي المنير.............خليت اهديتي على الوصف اقصيرة
ومن هنا ينبغي للقارئ أن يفهم وقوف الشاعر في مدحه للمصطفى عند حدود العدد أربعة ، فالــقــريــــحة الشعرية ، والتعبير اللغوي لا يمكناه من ادعاء الارتواء الكامل ، والإحاطة المطلوبة ، فكيف بالمتعامل مع كل الحياة في وجودها وحقائقها وتطورها أن يزعم مزاعم تتناقض مع قدرة الإنسان وطاقته المحدودة فــي كل شيء ، والشاعر بهذا يهمس في أذن المتلقي بأن ما فعله لا يخرج عن تقديم نماذج أصيلة وقــوية من مجريات الحياة بمفاهيمها المتعددة ، وإن كانت تغني لأنها مقترنة بالحقيقة المطـلــقة في الوجود ألا وهـــي ميلاد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في الكون والوجود ، فهي تلخص معنى الحياة بمفهومها الدنيوي والأخروي ، ولأنها تفسر الحقائق ، وتــشير إلى الدواعي والمقاصد والعبر .
1 – ا – المصطفى عليه الصلاة والسلام هو أصل الكون : تقدمت بنا الإشارة الطفيفة إلى هذه الحقيقة ، والآن نود التوسع فيها بما يتلاءم مع حيزها المتمدد في شعر العلمي رحمه الله ، ويرتبها على معنى الصدق ، والبركة ، والاستجابة ، والحق ، والأسباب ، وكلها معان كبيرة ، قامت حقائق الكون عــــلى أسسها في الطلب والتمجيد ، والجزاء ، يقول عن صفة صدق تجليات الـــرسول المحـــبــوب عــلــيه أزكى الصلوات على كافة الموجودات :
من صدق الحق فيك يابو المعجزات..........من قبل انشا اجميع الاشيات انشيتي
وترقتي في امنازه السبع السماوات...........وعلى الاملاك والارسال استوليتي
وفتح لك أبواب الحجوب العظمات.............في ابساط العز مع الحق اتناجيتي
وارواح الانـبـياء عــليهم الصلاة.............في بيت المقدس اجميع بهم صليتي
وعليهم بالمقام والقدر اعليتي " 3 "
ويسترسل شاعرنا في شعره شارحا لهذا المقصود في كل مفاهيمه الكونية فينتقل بنا إلى حيز آخر بعد أن يتخذ من دلالات جديدة متكأ لنسج المعاني النفسية التي يشعر بها في دواخله وهي على شكل بركة ، وحق واستجابة أرضية وعلوية لمعنى ( محمد ) عليه الصلاة والسلام ، يقول :
ببركـتــك نجا الله من فــيضة البحر نـوح...........ورد عن يعقوب النبي ضي الماحــــه
وبــيـك أيـوب اتعافــا من اسقام الــقـروح..........وبيك عز الله صالح واشتهــر اصلاحه
وبيك ارتقا ادريس امكان صدق موضوح..........وبيك موسى اغلب احبار اليهود جاحه
وبــيــك ســـلــيــمان اتــولى الملـك مشهور.......فات لـــقــمان وقــيصر وملــك كسـرى
على الجن والأنس وساير الوحوش منصور.....وكل من درجت فيه الروح فــوق التـرى
بــيـك اســـتجب الإله لـدعــوة الــمــسيــــح.......وبيك اعزم ربنا لــيــوســف بســـرا
وبــيـــك نــفـــدا الـــنبي اسماعيل الدبـيـــح.......وبحقـــك هــــود نال عـــزه وانــجــاحه
وبحـــقـــك نال احــكــمــتــو داوود الفصيح......وسخر لو بـــيـــك صنع زرده واسلاحه
وطــفــا الـجـــمـر اللــهــيـب بعد كان أوقيح....عـــن ابــراهــيــم حـــق وبـــرد تــلحاحه
حجبه جبريل من الظاها في اجناحه " 4 "
هذا حق الأرض المحسوس من فعل التجلي فكيف سيكون نصيبها ونصيب بقية الكون من الأسباب الداعية إلى بزوغ هذه الحقيقة المطلقة المسماة ( محمد ) عليه الصلاة والسلام ، يقول فيما تبقى من هذا التتبع الإبداعي ، والتأمل الفكري :
أنت اسباب وجود الارسال يا المرسول.........ومن على شانك دركت الانبيا المعالي
أنت المأمن وانت مفتاح باب الــقــبــول.......وانت الطود المانع وانت البحر المالي
أنــت المايـــد بالحسان الزكي المكمــول......وانت السراج الناير في ابصاير الموالي
لبسك ربــي حــلــة من امحاسن الــنــور.....فايق الشمس ابهاك وزين مــن الكــمرة
والادرار والــنجــوم الــشارقة والـبـــدور....والهلال بحســن اكماله في ليلة عـشرة " 5"
الشاعر العلمي رحمه الله كان ذكيا جدا في المقاطع المتقدمة ، ولو لم يقل غيرها لحسبته شاعرا جيدا ، فقد اكتملت لديه صبابة القريحة الفنية والفكرية ، وتـــدفقها ، وتنظيمها ، ونـــقــاؤها ، ووضوحها ، ونضجها واعتمادها على المعرفة الكونية الكاملة لشرح مظاهر الوجود ، وتفسير معانيه عبر كل الحقب التاريخيـة المتقدمة واللاحقة ، وعبر جميع الأسماء المؤثرة سلبا وإيجابا ، فحركية الفعل الشعري من الناحيــة الفنية تمت كما رأينا في المقاطع السالفة بين حرف الواو الدال على الانتقال والتجديد ، وبــيـــن لفظة : ( بيك ) الدالة على التأسيس المستمر ما بين البداية والانتهاء والعودة ، وبين ضمير ( أنت ) الـــدال على الوصول والتكون ، والاستقرار وكمال الحقيقة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://malhoun.yoo7.com
 
في فـن الملحون : المديح الـنـبـوي في شعر الشـيـخ عـبـد القادر العلمي- الدكتور مولاي علي الخاميري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نماذج من امتدادات قصيدة الملحون الثقافية والفنية والاجتماعية للدكتور مولاي علي الخاميري
» ترجمة عبد القادر العلمي
» قراءة الأستاذ عبد الجليل بدزي لقصيدة في المديح لشيخنا البركة سيدي محمد مرعازي
» قصيدة مَنْ صَرْخْتُ لَحْمَاكْ اقْرِيبَا نظم عبد القادر العلمي
» الملحون بقلم الدكتور عباس الجيراري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تــــــراث الملحــــــون :: منتدبـــــات الملحــــون :: مواضيع عن فــن الملحون-
انتقل الى: