تــــــراث الملحــــــون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تــــــراث الملحــــــون

منتـــــــدى يهتــم بفـــــن الملحــــــــون
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 الفضاء في شعر الملحون - تتمة -

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 739
تاريخ التسجيل : 27/01/2008
العمر : 124

الفضاء في شعر الملحون - تتمة - Empty
مُساهمةموضوع: الفضاء في شعر الملحون - تتمة -   الفضاء في شعر الملحون - تتمة - Icon_minitimeالأحد 27 يناير 2008 - 17:56

تتمة

2.الفضاء السلطاني
ونقصد به الفضاء الذي كانت تصدر منه القرارات السياسية، سيما وأن مكناس كانت عاصمة للدولة العلوية انطلاقا من عهد السلطان المولى اسماعيل، وكانت قصورها الملكية مكانا لاستقبال السفراء الأجانب، ومنها كانت تنطلق الحركات للقضاء على التحرشات القبلية... إضافة إلى أنها توفرت على جميع المرافق الضرورية كالمسجد والمكتبة ودور الوضوء وقاعة استقبال السفراء (قاعة الخياطين)، والسجن (حبس قارة)، والأبواب (باب الرايس)، والأبراج (برج ابن القاري)، والقصور لإيواء الحريم والعائلة الملكية (الدار الكبيرة – قصر المحنشة...) والمشور، ورباط الخيل، وهري خزن الحبوب، والحدائق الملكية (البحراوية – الأترنجية)
وبطبيعة الحال فإن القصيدتين لاتستعرضان هذه التفاصيل وإنما تشير إليها على وجه الإجمال كقول لعناية :
ها دار الملك باقية بالهيبة بقصور عالية ومنازه وديار
والعسا في باب لقصر من داز وشافهم هيبة فسيارو
وقول العبدلاوي متحدثا عن هذا الفضاء وما يحدثه من هيبة ورعب في نفس الزائر لفخامة بنيابه وعلو ارتفاعه :
وتيقظ وزيد حضر اذهانك
وشوف هيبة لقصر ؤتشيادو ؤصولتو فرسانو تنعات
فالأمر هنا يتعلق بالتلقي / الزائر، إذ عليه، لكي يفهم هذا الفضاء أن يكون متيقظا حاضر البديهة، مدققا للنظر، وإلا فإن الدهشة تفوت عليه فرصة الفهم والاستيعاب.
3.الفضاء المقدس
يشمل الفضاء المقدس الأمكنة التي تحاط بالخشوع والتقدير من طرف الشرائح الاجتماعية، وتشكل مجالا لممارسة العبادة والطقوس والشعائر، كالمساجد والأضرحة والزوايا والمزارات المقدسة، ومن المتعارف عليه أن مدينة مكناس تعج بأوليائها (سيدي عبد الله الجزار – سيدي قدور العلمي – الشيخ الكامل...) وبمساجدها (المسجد الأعظم – مسجد النجارين – مسجد الروى...) وزواياها (الناصرية – الدرقاوية – التيجانية...)
ويتنوع المقدس في المكناسيتين ليشمل المقدس العمراني الديني المتمثل في المساجد والمآذن، كقوله لعناية :
" والصماعي كتبان تخبر باثروا "
وقوله :
" وزيد شوف باب المنصور وساحة الهديم وجامع لنوار"()
وقوله عن المسجد الأعظم :
وشوف ذيك الصابا مولات ساريا والجامع لكبير كيصول مخلد آثار
بتلامذ وعلوم مشتهر والعلما من كل أرض زاروا منبارو
ويتنوع أيضا المقدس الصلاحي الولائي الذي يضم أضرحة الأولياء. كقول العبدلاوي متحدثا عن الولي الصالح شاعر الملحون سيدي قدور العلمي :
وعرف بين راك فارض الأوليا الصالحين ودبات ؤسادات
منهم الفيلسوف من تايك
صوفي أديب، شاعر، والي، معروف ما خفى علمي ينعات
ويخصص محمد لعناية للاولياء حيزا أكبر، فيحفز متلقيه على زيارتهم والتماس البركة منهم:
ؤ زور دوك الصلاح لي مضاوا حسنوا بفعالهم كانوا للمجد انصار
ثم يشير إلى الأولياء المشهورين بمكناس كسيدي قدور العلمي
وزور الليث الشامخ لقدر العلمي ما اخفى مورخ ف اشعارو
وكمولاي عبد الله بن أحمد الشهير بالمكاوي، والهادي بنعيسى :
وفباب الثلث فحول، قابل الردايا وزيد لضريح تجدد لمزار
د المكاوي ليث لحضر الهادي عيسى حداه يكرم من زارو
ويجسد المقدس السياسي النوع الثالث، ويتمثل في ضريح السلطان مولاي اسماعيل، هذه الشخصية السلطوية التي جمعت في تصور الرأي العام بين السياسة والولاية، وقد أشار إلى هذا الضريح العبدلاوي قائلا :
اخضع وتواضع زيد تتبارك
سلطان غربنا مولاي اسماعيل ابن علي، وادعي بالرحمات
وأشاد بضريحه لعناية بقوله :
وزيد تشوف ضريح السلطان لي بناه، خلا مجدو أثار
بالشهامة والعز يفخر **** سبحان لي نشاه، عزو، واختارو
فالتجربة الشعرية تروم احتواء الفضاء بالمقدس لما له من حضور أكيد في الحياة الاجتماعية، ولأنه يعيش في ذهن الجماهير الشعبية ويحظى بالتجلي ويحاط بالخشوع والاحترام.
4.الفضاء الثقافي الإستيطيقي :
يتكون الفضاء الثقافي والاستيطيقي عند محمد لعناية من العناصر التالية :
-المسجد الأعظم : الذي يحمل وظيفة مزدوجة : القداسة / الثقافة. فبالإضافة إلى أنه مجال لممارسة العبادة فإنه كذلك مجال لممارسة التعليم، وهو في حقيقة الأمر الجامعة العلمية لمكناس التي حجت إليها الوفود من كل حدب وصوب للاستفادة من شيوخها، ولهذا فقد قرنه لعناية بالنشاط الثقافي حيث قال :
بتلامذ وعلوم مشتهر والعلما من كل أرض زاروا منبارو
-متحف رياض الجامعي : يستوعب هذا المتحف التحف النفسية التي تعود إلى أصول قديمة وتعبر عن الجماليات العربية والإسلامية. كما يضاف إلى هذا المتحف باب المنصور العلج الذي ينتصب في شموخ في ساحة الهديم بزخارفه ومنمنماته. وكذا السقايات المكناسية المؤثثة لفضاء المدينة وتجاور الأضرحة والمساجد وتعلوها النقوش والزخارف كسقاية سبع لويات وسقاية الهديم وسقاية التوتة:
وزيد شوف باب المنصور وساحة لهديم وجامع لنوار
والسقاقي بمياه تنهمر ورياض الجامعي متحف بثارو
• روى مزيل: كان هذا الفضاء يضم الروى الذي يحتفظ بالهدايا التي كان يتوصل بها السلطان مولاي اسماعيل من قبل الملوك والشخصيات المرموقة، وكان هذا الروى بالحي المعروف الآن بروامزين، وينسب إلى القيم على هذا الروى محمد مزيل الفاسي.
شارع روى مزيل لي بناه ماهر ولبيب، وحسبو الثالث مع سبع اسوار
سور على سور يفخر ولا لاعودا الجيش خيم فاسوارو
- الفضاء الجماهيري:
وهو الفضاء الذي يؤمه الناس يستخدمونه بكثرة كالشوارع والمنتزهات والساحات العمومية ...... وقد استهدفت القصيدتان هذا الفضاء واخترقتاه شعريا، إلا أنهما ركزتا على بعض المعالم فقط ولم تقدما مسحا لكل الفضاءات الجماهيرية.
الشوارع: يركز العبدلاوي على شارع دار السمن وروى مزيل
"دار السمن اللوصال"،
و"روى مولاي الزين سلسالو".
بينما يركز لعناية على حمرية المدينة الجديدة
"ورفع عينيك ها علو حمرية تنبا ملكوها لحرار"
الحدائق العمومية: ذكر منها لعناية حديقة الحبول الشهيرة:
وادخل على الحبول تشوف ساحتو البهيجة باشجار باسقة ومحصن باسوار بالشليات، ؤورد، والزهر وريام العز فكل يوم تعزم لمزاور
الساحات العمومية: استأثرت ساحة الهديم باهتمام الشاعرين أكثر من غيرها لما لهذه الساحة من مكانة في نفوس المكناسيين خاصة والمغاربة عامة، لأنها تذكرهم بانتفاضاتهم المجيدة ضد الاحتلال الفرنسي في معركة ماء بوفكران الشهيرة.
يقول محمد لعناية:
" وزيد شوف باب المنصور وساحة لهديم وجامع لنوار"
ويقول العبدلاوي موسطا ساحة لهديم في ملفوظ يعكس توسطها الموقعي:
دار السمن اللوصال ساحة لهديم كمال فيها باب المنصور بكمالو
6- الفضاء الدفاعي:
يعد الفضاء الدفاعي ملمحا بارزا في النسيج العمراني للعاصمة الإسماعيلية، ويشمل الأسوار، الأبواب، الحصون، القلاع، الأبراج، القصبات... من ذلك باب البرادعيين، باب الخميس، باب كبيش، برج الشافية، برج الماء، برج دردورة، برج مولاي عمر، البرج المشقوق، قصبة جناح الأمان، قصبة تيزمي، قصبة سيدس سعيد،....
وقد شكل هذا الفضاء هاجسا لذاكرة القصيدتين حيث عمل الشاعران على تقدسمنه في صورة تشع بالعظمة والشموخ، وفي هذا الشأن يقول لعناية عن الأبراج:
وانظر للسياج الثالث ببروج عاليا وشرارف واسوار
وطباق العسا على النمر للي جا يخون تمحي آثارو
ويقول عن الأبواب بصفة عامة:
" وشوف فوسط لبلاد بعينيك ابواب عالية ومنازل وديار"
ويقول عن باب البرادعيين:
"وفباب البرادعيين شوف ذاك المنظر "
ويقول عن باب الحجر :
" ها راس آغيل وباب لحجر"
ويقول عن الأسوار :
" سور على سور يفخر "
ويحظى باب المنصور بعناية فائقة من قبل العبدلاوي فيبرز جمالية نقوشه وتاريخ تجديده كما تحيل على ذلك كلمة "دمشق" (1144هـ)
دار السمن اللوصال ساحة لهديم كمال فيها باب المنصور بكمالو
بحسن النظر وجمال ينبا لك
رسام راسمو فلاسفي، دهري، البيب، ذوقي ، ماهر ينعات
وكتب تاريخ عليه يعطى لك
يا فاهم اللغا "دمشق" فابجد ما خفى لدهاة القراة
ألف وميا ونزيد يا سالك
نهج لحساب ربعين مع الربعة باش تم عدادو فنعات
وبصفة عامة فإن التجربة تنشد في مقاربتها للمكان استجلاء المظاهر الجغرافية. يقول مولاي عبد العزيز :
" بطايح خضارك"،
"وجبال عالية زهوة للنظرة جمالها بسهول ؤربوات"،
"مكناس وطا وجبال"،
ويقول لعناية :
" اجعل مكناس فوق بطحا خضرا بجبال عالية وبادي وقرار"،
وتنشد استجلاء العطاء النباتي كقول لعناية :
" فحقايل وصفوف د الشجر "
وقول العبدلاوي :
" وحدايق من نوار مبهى لك "،
واستجلاء الشكبة الهيدروغرافية (نهر بويسحاق، لعويجة، عين معزة...)، وكذا المكونات العمرانية (أبراج – أسوار – مساجد، سقايات – أبواب – ساحات...)
تلك كانت أهم الأمكنة في الفضاء المكناسي التي حملتها تجربتا العبدلاوي ولعناية، أمكنة شكلت جمال مكناس وجعلتها عروسا وصنعت إرثها الحضاري المتنوع، امكنة نمر بها يوميا مرور اللامبالاة كأننا غرباء عنها وهي التي قال عنها العبدلاوي :
"بهجة مكناس وقول بلسانك"
اللي ما شافها نحكيه غريب في حياتو مالو جولات
فهلا تحركت الأيدي المسؤولة بالعناية بهذه التراث الخالد لإنقاذه من الضياع./.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://malhoun.yoo7.com
 
الفضاء في شعر الملحون - تتمة -
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تــــــراث الملحــــــون :: منتدبـــــات الملحــــون :: مواضيع عن فــن الملحون-
انتقل الى: