تــــــراث الملحــــــون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تــــــراث الملحــــــون

منتـــــــدى يهتــم بفـــــن الملحــــــــون
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 تحليل قصيدة قصة حمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 739
تاريخ التسجيل : 27/01/2008
العمر : 124

تحليل قصيدة قصة حمان Empty
مُساهمةموضوع: تحليل قصيدة قصة حمان   تحليل قصيدة قصة حمان Icon_minitimeالإثنين 1 أكتوبر 2012 - 16:46

تحليل قصيدة قصة حمان

إنجاز أخ كريم مهتم بتراث الملحون إسمة كريمو كريم، والتحليل من بحث جامعي أنجزه نفس الأخ ونشر بمنتديات القصر.

- تعتبر قصائد شعر الملحون التي تنظم على وزن بحر السوسي الذي يشبه الشعر المنثور والتي تدخل ضمن غرض " الترجمات " من النصوص التي تثير الانتباه وتشرعي الاهتمام وذلك لعدة اعتبارات من جملتها تقاطعها مع الأعمال السردية في العديد من النقاط كتوفرها على حدث وحبكة سردية وشخصيات وزمان ومكان بالإضافة إلى ما يمكن أن يتخللها من وصف وحوار ومناجاة وغيرها من الثوابت الأخرى التي تميز الأعمال السردية والنص الذي بين أيدينا والذي عزمنا العقد على دراسته وتحليل مكوناته السردية وهو نص " قصة حمان " يتوفر على جل العناصر الضرورية والأساسية التي تشكل مجتمعة قصة قائمة بذاتها، فهذا النص يقوم على ثوابت تعتبر أساسية في أي عمل قصصي كتوفره على حدث وحبكة بالإضافة إلى شخصيات وزمان ومكان ، وانطلاقا من هذه الميزة التي يمتاز بها هذا النص حاولنا القيام بدراسة عامة له معتمد ين من أجل الوصول إلى هذا المبتغى على المنهجية المعتمدة والمتبعة في دراسة النصوص القصصية والحكائية ولذلك نقوم في هذا التحليل بدراسة نوعية السارد إلي يوظفه المؤلف – الشاعر- وطبيعة العلاقة التي تجمعه بالمتلقي بالإضافة إلى الحدث والشخصيات والزمان والمكان .
أ- السارد : السارد في نص " قصة حمان " سارد كلاسكي أي أنه سارد متباين حكائيا غير مشارك في الأحداث، إذ أنه يكتفي بسرد ما يدركه وما يعرفه ولا يتجاوز ذلك إلا لماما ما وذلك إما للتعليق على حدث أو شخصية ما (كقوله عن شخصية طهور بهلة وقديمة) أي أنه لا يتدخل بشكل مباشر في الأحداث ومن مميزات هذا السارد أيضا أنه عالم بكل شيء فهو مصدر معرفة يقينية يستند إليها المتلقي لفهم العوالم المقدمة إليه من أحداث وشخصيات وزمان ومكان ، كما أنه في هذا النص يمثلك رؤية ثاقبة ومعرفة تامة وقدرة هائلة على سبر أغوار شخصياته والتواجد معها في كل لحظة والمتلقي في النص يبدوا سلبيا يستهلك ويتطور في المعرفة انطلاقا من هذا السارد الذي يعتبر مصدرها كما أنه أثر اصطناع ضمير الغائب الذي يتيح له أن يستعلي على شخصياته ليصبح هو المتحكم فيها والذي يعرف عنها كل شيء، ومن مميزات هذا النص كذلك أنه يبدو كمجموعة من عمليات الإرسال تؤلف بمجملها عملية واحدة تجري بين قطبي إرسال رئيسيين هما السارد والمتلقي وأول عملية إرسال تجري بين قطبي النص السارد والمتلقي قول السارد في بداية النص " يا من تسال " ليعطي لنفسه بذلك المشروعية لسرد أحداث القصة مفترضا أن هذا لمتلقي الذي يسأل يرغب في معرفة مآل زاوج حمان، وبعد هذه الإشارة الأولى من السارد إلى المتلقي توالت في النص إشارات أخرى نحو يا فهيم التي ترددت في النص مرتين، وعموما يمكن القول أن سارد هذا النص استعمال أسلوبا بسيطا سلسا في سرده لأحداث القصة وهدفه في ذلك تمتيع المتلقي وتشويقه من جهة أولى بالإضافة لتنبيهه إلى مقاصدها ومغزاها من جهة ثانية لأن السارد في أي نص قصصي. قبل أن يقوم بخلق شخصياته افعالها ومكان تواجدها وزمنه ينطلق من فكرة معينة يريد إبلاغها وهذه الفكرة تكون سابقة على القصة والخطاب معا والفكرة الأساس والمغزى الرئيس من سرد أحداث هذا النص هي رغبة السارد في تنبيه المتلقي إلى مساوي الخمر وهو ما أعلن عنه بصريح القول بعد دخول حمان السجن وخسارته للمال بسبب إقباله على الخمر والنصيحة والموعظة التي ختم بها السارد النص جاء فيها ما مفاده أنه من يتعاطى الخمر يكون محط سخرية وتهكم الغير وشماتة الحساد ولا يفرق بين حلال وحرام يقول السارد:
- هذي سيرة الخمر كيخلي مولاه عل دوأم ضحكة وشفي.
لين من هو سكران ما يفرق حلال من حرام
ب- الحدث : من المعروف أن كل نص سردي قصص أو حكائي يقوم على بنية سردية تحدد مساره وتقوم البنية السردية قي نص " قصة حمان " على رؤية كلاسيكية بسيطة تعتمد على التسلسل المنطقي للأحداث وعلى طبيعة العلاقات التي تجمع بين الشخصيات بحيث يقع التدريج في بناء الأحداث وتطورها انطلاقا من حدث أول كبير تتفرع عنه باقي الأحداث الأخرى وهذه الحدث البارز هو تطلع ورغبة " حمان " الشخصية الرئيسية في النص في الزاوج من فتاة بمواصفات خاصة تكون متحضرة وعصرية وعلى قدر مهم من الجمال وهو من أعلنه لامه " طامو " وانطلاقا من هذا الحدث الرئيس سيمضي المسار السردي للنص إذ تتفرع عنه أحداث أخرى تقود النص إلى نهايته وتطفوا على سطح هذه الأحداث مجموعة من الشخصيات تعمل على مساعدة الشخصية الرئيسية على تحقيق غابتها المنشودة ومن بين هذه الشخصيات أم حمان طامو، وأم الزوجة طهور " وعمها بن عاشور " ، وبعد تحقيق حمان لرغبته في الزواج من فتاة بالمواصفات التي أراد، قلب مسار الأحداث الذي كان يمضي ايجابيا لصالحه فأقبل على الخمر إلى حد الثمالة وافسد العرس وقضى شهرين في السجن بتهمة السكر فخسر بذلك نفسه وماله وزوجته، هذه الأخيرة ستعمل على الزواج من أستاذ مباشرة بعد طلاقها وانقضاء العدة وبذلك تنتهي أحداث النص.
وإذا تأملنا بناء الأحداث في النص نلاحظ أن السارد نجح إلى حد كبير في بناء حبكة متينة محكمة النسبة بحيث ليحدث شيء إلا ويكون معلولا بعلة لدرجة يتوهم المتلقي أنه أمام قصة واقعية.
د. الشخصيات : تعتبر الشخصيات القطب الأساس الذي يدور من حوله كل العناصر السردية الأخرى. كما يمكنها أن تكون هي كل شيء خاصة إدا ما توفرت على بنية كلاسيكية مثل نص " قصة حمان " فالشخصيات في هذا النص تضطلع بالوظيفة الكلية والعناصر السردية الأخرى تبدوا مظاهرة لها وراكضة في فلكها فلا الزمن إلا بها ومعها ولا الفضاء فضاء إلا بها حيث هي كانت ، فهي التي تحتويه وتقدره لغاياتها أما الحدث فليس في حقيقة الأمر يكون إلا بتأثير منها ودافع من سلطانها وهذا ما يظهر بوضوح لمتتبع وقائع هذا النص فالشخصيات تشغل حيزا مهما من فضاء النص وتقوم بثأتيت العالم الحكائي وهي المسؤولية الوحيدة في ما يخس صنع الأحداث وتطورها، ومما يلفت الانتباه في ما يخص شخصيات النص هو تعددها واختلافها، حيث أنها تصل إلى أحد عشر شخصية متفاوتة قي ما بينها وتتوزع بشكل جيد في مسار الخطاب السردي تقوم بأدوار مختلقة تتراوح بين رئيسية وثانوية وعابرة .. وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن السارد يمتلك رؤية تتقاطع مع الأعمال السردية الكلاسيكية التي غالبا ما تتمحور حول شخصية واحدة رئيسية تدور حولها الأحداث وتحضر معها شخصيات ثانوية تساعد الشخصية الرئيسية في بلوغ غايتها المنشودة ، كما أن الشخصيات في الأعمال السردية لكلاسيكية تحمل مجموعة من السمات كالاسم الشخصي والعائلي والانتماء الجغرافي وغيرها من السمات التي تغني بطاقتها السميائية، وهذه الأشياء نجدها مجتمعة في نص " قصة حمان " ويمكن تقسيم شخصياته إلى ثلاثة أقسام :
أولا : شخصيات رئيسية ، والشخصية الرئيسية في هذا النص هي شخصية حمان الخريجي الذي يقوم بدور الجزار الراغب في الزواج من فتاة متحضر وجميلة.
ثانيا : شخصيات ثانوية : وهي ست شخصيات وهي " طامو " أم حمان وتشتغل بالشعوذة و طهور وهي أم الزوجة وأصلها من منطقة الشاوية . و " ثورية " وهي الفتاة التي اختارتها " طامو " لتكون زوجة لابنها ، وبن " عاشور الغسال " وهو عم ثورية الذي ناب عن آبيها في شأن ترتيبات العرس نظرا لعجزه بسبب مرضه المزمن و " عمي غوفل " وهو أب ثورية وينتمي إلى الزاوية الدرقاوية.
ثالثا : شخصيات عابرة : وهي حسب ترتيبها في النص : أبا علال " وهو أب حمان و " لحجام " وهو حلاق بسوق الخردة " الجوطية " ، و المقدم " وهو العدل الذي كتب عقد النكاح و " رزوق " وهو أب " طهور " ويشتغل " دلالا " في الجوطية " والأستاذ وهو الزوج الثاني : لثورية ، وفي تقسيمنا هذا لشخصيات النص إلى رئيسية وثانوية وعابرة راعينا مجموعة من الاعتبارات من جملتها، أهمية الشخصية وعلاقتها بالشخصيات الأخرى ووظيفتها في النص وعدد تواترها وغيرها من الاعتبارات التي تصب في نفس الاتجاه.
فقد اعتبرنا شخصية حمان شخصية رئيسية لعدة معطيات فهي الشخصية المركزية والطاغية على النص والتي تشغل حيزا مهما منه وهي الفاعلة والمؤثرة في أحداث النص وهي الحاضرة في معظم المواقف السردية عبر النص، أما الشخصيات الأخرى فهي أما ثانوية أو عبارة وجدت لتساعد الشخصية المحورية على بلوغ غايتها المنشودة. وما يلفت انتباه المتلقي في النص هو أن رغم طابعه الكلاسيكي إلا أن سارده لم يولي شخصياته أدنى اهتمام في يخص الملامح الخارجية المورفولوجية لها، فشخصية حمان مثلا التي تعتبر محور النص أخبر السارد عن أسمه واسم والديه وطبيعة العمل الذي يزاوله والحي الذي يقطن فيه ووصف ملابسه. لكنه لم يشر بأي إشارة إلى بنيته الجسمانية أو ملامح وجهه أو قامته ونفس الشيء بالنسبة للشخصيات الأخرى.
ج. الزمان : نحاول من خلال دراستنا هذا المكون الكشف عن الإطار الزمني العام لأحداث النص بالإضافة للزمن الداخلي الذي تسير فيه أحداث النص.
والبحث عن زمن تاريخي دقيق واضح المعالم لإحداث النص يبدوا أشبه بالمستحيل وذلك لعدم وجود أيه تواريخ تتخلل النص تشير صراحة أو ضمنيا إلى زمن معين أو حتى تلميح لحدث تاريخي كبير يمكننا من تقدير الزمن الأصلي للقصة لذلك سنقتصر على بعض الإشارات التي تخللت النص والتي نحاول عن خلالها الكشف عن زمـن تقريبي له. وأول إشارة زمانية نجـدها في النص قول السـارد، " فزمان الجهلية " لكن هده الإشارة تبقى غامضة ومبهمة وغير محددة بتدقيق، فالسارد لم يشر من خلالها إلى زمن بعينه ولعل ذلك راجع إلى مغزى ومقصدية القصة فقول السارد في نهاية القصة : " هذي سيرة الخمر كيخلي مولاه عل دوام ضحكة وشفية " هو الأساس الذي من أجله لم يضع النص في إطار زمني محدد فقوله " على الدوام " يشير من خلالها السارد إلى أن ما حدث لحمان بسبب الخمر يمكن أن يقع لأي كان وقي أي زمن فيصبح بذلك وضع إطار زمني محدد للنص من باب تحصيل حاصل إلا أن في النص مجموعة من الإشارات التي يمكن من خلال تقدير زمن تقريبي للقصة كدلالة أسماء الشخصيات وطبيعة مهنها وأزيائها بالإضافة إلى قيمة الصداق الذي دفعه حمان ، فأسماء مثل " كتو " و " طامو " و " طهور " و " رزوق " أسماء أعلام كانت منشرة بكثرة في زمن غابر من تاريخ المغرب ونفس الشيء بالنسبة مهن كالدلال و الحجام وأزياء مثل " ال" الكرزية " و " المنصورية " و " الحندبرة " و " السبنية " كما أن دفع حمان مائة ريال كصداق لثورية يبدو مبلغا تافها في زماننا هذا ، لكن إذا ما إفترضنا أنه دفع في النصف الأول من القرن العشرين لكان مبلغا مهما، وهذا الزمن التقريبي هو نرجعه وشفيعنا في ذلك بالإضافة إلى هذه الإشارات والتي تخللت النص زمن مؤلف النص فمن المعروف أن الشاعر محمد العيساوي الفلوس عاش في النصف الأول من القرن العشرين وتوفي سنة 1955 .
أما في ما يتعلق بالزمن الداخلي للنص فهو يتماشى مع الأعمال السردية الكلاسيكية فالحدث السردي للنص يتطور تطورا منطقيا ويمضي مضيا متناميا ومندفعا نحو الأمام انطلاقا من الحاضر الزمني، فأحداث النص تعرف تسلسلا زمنيا منطقيا إذ أنها تخضع لسيرورة زمنية خطية غير متقطعة إذ لا تتخللها استباقات أو استرجاعات ، فاعتلقي لا يجد صعوبة في متابعة أحداث النص وذلك لأن السارد ينتقل بالأحداث من زمن إلى آخر بطريقة سلسة والأمر الذي يمكن أن يستدعي من وقفة تأمل في ما تعلق بالزمن الداخلي للنص هو تحديد السارد للمدة الزمنية التي قضاها حمان في السجن وهي شهرين، وكذلك تحديده بطريقة غير مباشرة للمدة الزمنية الفاصلة بين زواج " ثورية " الأول من " حمان " وزاوجها الثاني من الأستاذ وهي مدة العدة أي أربعة أشهر وعشرة أيام والشيء الذي يثير انتباه المتلقي هو عدم ملء هذا الزمن إذ لم يخبر السارد عن الشخصيات الأخرى كأنه بدخول " حمان " إلى السجن وزواج " ثورية " من شاب في مستواها الثقافي تنتهي القصة بموت الشخصية الرئيسية موتا مجازا ، ففشله في زواجه وخسارته للمال والدعوة القضائية وبقائه في السجن وحيدا كظيما يمكن اعتباره موتا.
هـ . المكان : يشكل هذا المكون بمعية العناصر السردية الأخرى التي تطرقنا إليها في هذا التحليل المادة الحكائية التي لا تحقق إلا بوجود هذه المكونات مجتمعة. وفي ما يخص هذا المكون الفضاء فالنص الذي بين أيدينا يزخر بفضاءات مكانية عديدة وهو الشيء الذي يتقاطع مع الأعمال القصصية الكلاسيكية الني يكون فيها المكان منفتحا ومتعدد الفضاءات ويقوى فيها الوصف الذي يقرب المكان إلا أن سارد هذا النص لا يهتم بوصف الأمكنة التي تقع فيها الأحداث إذ يكتفي بذكرها دون أن يصفها والشيء الأخر الذي يميز هذا النص هو عدم تحديد السارد للفضاء العام الذي وقعت فيه الأحداث على غرارها نجده في الأعمال الكلاسيكية مما يدفعنا إلى البحث عن الفضاء العام الذي وقعت فيه أحداث هذا النص انطلاقا من الإشارات التي تتخلله، وإذا كنا قد صادفنا صعوبة في تحديد الإطار الزمني العام النص فإن الكشف عن الفضاء العام له كان أقل صعوبة وذلك لأن السارد ذكر في النص معلمة تاريخية مشهورة في مدينة فاس وهي " باب فتوح " ، ففاس إذن هي المدينة التي وقعت فيها أحداث النص كما أن انحدار المؤلف – الشاعر- من هذه المدينة يعدد هذا الطرح الذي ذهبا إليه، وداخل هذا الفضاء الشاسع فاس نجد بعض الفضاءات المرجعية التي يمكن العثور على موقع معين لها في الواقع، فقد استثمر السارد بعض الأماكن التي يعرفها باعتباره من أهل المنطقة لتقع فيها بعض الأحداث "كدرب واندو" و " الجوطية " و " باب فتوح " ويمكن تفسير ذلك بأن أي رؤية فضائية كما كان نوعها ولدى أي شخص تنبعث من القضاء المركزي الذي ينتمي إليه كما أن الحاجة الحكائية التي تفترض جعل أي حدث تقوم به الشخصية يجري في فضاء معين دفع بالسارد إلى منح فضاءات النص سمات تتميز بالتعدد والاختلاف، وعموما فإن أحداث النص وقعت في فضاءات متعددة وانتقلت فيها الأحداث من فضاء إلى آخر بسلاسة و يسر ويمكن حصر هذه الفضاءات في " الجوطية " دار حمان وأمه ودار أهل العروس والحومة " درب واندو " و " باب فتوح " و " السجن " .
تقييم عام لنص : وكتقيم عام للنص " قصة حمان " بعد دراستنا لأهم العناصر الحكائية التي ينبني عليها ، يمكننا القول أن السارد افلح إلى حد كبير في مسعاه لتقديم قصة مستوفية لكل الشروط التي تعتبر أساسية في أي عمل قصصي حكائي كما أنه نجح في تعامله مع المتلقي إذ خلق لديه استعدادات اكبر للاستزادة والانتظار لمعرفة مآل الأحداث وكلما تقت استجابت التلقي كلما كان ذلك من محفزات الحكي واستمراره وتلك بغية السارد الذي تتجه في إقحام المتلقي وإدخاله عالمه الحكائي وهدفه في ذلك جعل هذا المتلقي ينحاز إلى موقفه ووجهة نظره التي بيناها عند معرض حدثينا عن مغزى ومقصديه السارد من سرده لهاته القصة، ومن الملاحظات التي تلفت انتباه المتعامل مع هذا النص : طبيعة الدعوة القضائية التي رفعتها " ثورية " ضد حمان فالمتلقي يعي ويعرف معرفة جيدة أن تهمة السكر لا تعتبر جنائية الشيء الذي يدفع به إلى التساؤل عن السبب الذي دفع بالسارد إلى وصف هذه الدعوة بالجنائية ، ومن الملاحظات الأخرى كذلك إخبار السارد في بداية سرده لأحداث النص بفشل زواج حمان " واندم عن شاين دار " فهذا الأخبار السابق عن أوانه يمكن أن يفسر تفسيرين متناقضين الأول أن هذا الأخبار قد أساء للتشويق واستعجل وقوع الحدث قبل أوانه فأجهض بذلك هذا التشويق وضاع أجمل ما في بهاء السرد وهو هذه العقدة القائمة على مآل هذا الزواج فقد كان أولى بالسارد أن يحتفظ بهذا الحدث إلى حين وقوعه والتفسير الثاني هو أن أخبار السارد المتلقي مند بداية النص أن حمان فشل وندم عن زواجه دون ذكر السبب يمكن اعتباره تقنية سردية رام من خلالها السارد شد انتباه المتلقي وتحفيزه وزرع فيه فضول يد فعه لمتابعة أحداث النص ليقف بنفسه عن سبب فشل وندم حمان على زواجه ، فهذا الأخبار المبكر والسابق عن أوانه يثير في دهن المتلقي مجموعة من الاحتمالات الحكائية والتوقعات التي تدفعه للبحث عنها من خلال تبعد لأحداث النص.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://malhoun.yoo7.com
 
تحليل قصيدة قصة حمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصيدة وقصة..قصيدة "الجودة" للشاعر م. إسماعيل السلسولي رحمه الله
» مزالق في توثيق قصيدة الملحون قصيدة "زينب" للحاج إدريس بن علي نموذجا
» قصيدة حمان إنشاد الشيخ الحسين التولالي رحمه الله
» قصيدة حمان إنشاد الشيخ الحسين التولالي رحمه الله
» قصيدة حمان نظم الشيخ العيساوي الفلوس إنشاد الفنان الكرايحي عزيز مكمات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تــــــراث الملحــــــون :: منتدبـــــات الملحــــون :: مواضيع عن فــن الملحون-
انتقل الى: